
Lebanese Chocolate Factory Chosen Among the Best in the World!
By Nour Abdul Reda.
Not only is our Hummus delicious, but also our sweets and chocolates!
Founded by Lebanese native Maya Maalouf Kenaan, M de Noir Chocolatier was chosen among the 25 best chocolatiers in the world at the Salon du Chocolat Paris in France.
The Salon du Chocolat is the world’s largest event dedicated to chocolate and cocoa. The chocolate exhibit is found in 60 different countries, with over 500 participants all over the world.
According to M de Noir’s official website, “Born from a flame that grew over the years, M de Noir offers an assortment of noble confections made with grand chocolates and opulent ingredients and crafted with the utmost care.”
This, however, is not Kenaan’s first win. M de Noir was the first chocolatier from the Middle-East to win in 2014 the Espoir EtrangerAward of the Club des Croqueurs du Chocolat at the Salon du Chocolat in Paris, France.
Maya also holds kids’ ateliers on Saturday mornings where children can learn all about chocolate, make their own chocolate bars, and decorate them with their own toppings of their choices.
M de Noir’s signature chocolate is Chocolate Bon with Raspberry Ganache. “I told myself that it’s never too late to do what you really like,” Maya says. Thus, after a career in Marketing, she enrolled in courses at the Ritz Escoffier in Paris and Valrhona in Tain l’Hermitage, a small village near Lyon.
Maya also believes that cooking should be accessible and frank. “A meal doesn’t have to be fancy and elaborate to look and taste amazing. The simplest recipes executed in the right way make for food that is quite simply divine.”
Craving some sweets, anyone? I know I am.
https://www.the961.com/food/lebanese-chocolate-factory-chosen-among-the-best-in-the-world?fbclid=IwAR1ijPnFAw2OmL7-4KZ-v4BJpBB_HMDD6Irnnf5Gp0Bo-TSdxU9vRI2YWqw

بقلم عبير انطون
شوكولا بنكهة الارز الشامخ تخص به القصر الجمهوري…
سفيرة الشوكولا اللبناني الى زوايا العالم الأربع مايا معلوف كنعان: في كل ”حبة“ أضع شغفي… وأحارب بشراسة كي يبقى منتجي ”صنع في لبنان“!
قد تثير مقابلتنا هذه لعاب الكثيرين، ليس لأنها تتناول قصة نجاح سيدة في عالم الشوكولا الذي نحبه صغارا وكبارا وانما ايضا للشغف الذي تتحدث به الشيف مايا كنعان عن عملها الخاص “م دي نوار”، والذي عرفت من خلاله طعم نجاح جبلته بنكهات الشغف والارادة والمغامرة، مع الكثير من مكونات الجهد والتعب، ورشة <حظ> حلوة، حملتها الى أشهر صالونات الشوكولا الفرنسية، والى القصر الجمهوري اللبناني حيث يستلذّ زوار القصر وكبار ضيوفه بما خصّته به مايا، الشوكولا بطعم الأرز، حتى يبقى طعم الرمز اللبناني في وجدان كل من تذوّق حبة الشوكولا هذه او حملها معه هدية فاخرة من بلادنا.
فما الذي اخذ مايا الاستاذة الجامعية الى عالم الشوكولا ونكهاته والتفنن فيه؟ ما الذي جذب نادي متذوقي انواع الشوكولا الفاخر من حول العالم الى اختيارها للتكريم بعد أن نالت جوائز رفيعة المستوى؟ كيف تكمل مشوارها <الحلو> في هذا الظروف <المرَة>، وما الذي اوصل منتوجاتها الى البرتغال حتى؟
في لقاء <الافكار> معها كان حديث شيق مع السيدة المقدامة، تخللته في نهايته دمعات اوقفتها عن الحديث الينا لبضع ثوان، فما الذي ادمعها وعصر قلبها؟
وسألناها أولا:
ــ تخصصت في التسويق الذي اخترته للدراسة. هل ساهم هذا الاختصاص في دفعك الى تأسيس عملك الخاص على اعتبار انك تملكين مفاتيح التسويق الجيد لعمل تبدأينه؟
– فعلا، تخصصت في التسويق في أميركا، لكن ليس للامر علاقة بافتتاح عملي الخاص، وكثيرون ممن درسوا التسويق لا يغامرون بافتتاح عمل خاص، تحديدا في لبنان حيث المغامرة كبيرة. اعتقد، انه الطبع الخاص بكل انسان، فأنا احب الابتكار، ابتداع الجديد، بعيدا عن الروتين الوظيفي. منذ صغري، وانا مسحورة بالمطبخ والحلويات. مرت ايام وسنوات، وعملت في مجال الـ<ماركتينغ> الا ان هذا الشغف بقي يحفر في بالي. وعلى اعتبار انه <ما من فوات للاوان أبدا>، تركت كل شي وتوجّهت للتخصص في باريس في مجال الحلويات والشوكولا والـ<فيينوازري> واتجهت الى الشوكولا بشكل حصري.
ــ ألم تفكري بدراستها منذ البداية، وقد أصبحت الموضة اليوم؟
– للصراحة، بلى فكرت فيها، لكنني عندما تخرجت من المدرسة في السابعة عشرة من عمري، ما كان هذا التخصص دراجا، وكانت الامور محصورة جدا بالحلويات العربية وبضعة انواع من الشوكولا، وقد شجعني اهلي على دراسة <ما يفيدني مستقبلا> ومن هنا اخترت التسويق. أما اليوم، فهي الموضة فعلا ونجد الكثير من الشباب والصبايا يتجهون الى التخصص في هذا المجال، فالـ<غاسترونومي>(فن المأكولات) باتت رائجة جدا، ليس في لبنان فقط انما في العالم كله حيث يفتش الجميع عن اضافات ونكهات جديدة، حتى ان عالم الطبخ دخلته تفرعات متنوعة على اساس العلوم وعلوم الغذاء مع رواج الأكل النباتي والـ<فيغان> والـ<موليكولير> (المطبخ الجزيئي) والتفاعل الكيميائي بين المواد اي باختصار هو عالم يتنوع ويتطور باضطراد.
ــ والى أي مدى ساهمت البرامج التلفزيونية عالميا وعربيا في التوجه صوب التخصص بالغذاء والحلويات؟
– بشكل كبير. فالمشاهد عبر الشاشة او عبر وسائل التواصل يتحدى نفسه في تطبيق ما يراه، ويريد أن يكون افضل حتى. والكثيرون من <الشيف> من حول العالم، خاصة في الغرب، باتوا نجوما يضاهون بشهرتهم الـ<هوليوود ستارز>. قبلاً، كنا نقصد المطعم لنتعرف بالـ<الشيف>، اليوم هم يدخلون بيوتنا عبر شاشاتنا وهواتفنا ونراهم لذيذين وحيويين، ويجنون بعد شهرة اسمهم مردودا كبيرا، وهذا ما يشجع الشباب على الحذو حذوهم. هنا ايضا دخلنا في مفاعيل <العولمة> حيث يمكننا بكبسة زر التعرف الى <شيف> في اصغر قرية في الصين مثلا.
ــ أخبرينا عن مشاركتك في <صالون الشوكولا الباريسي> الشهير، وما تطلبه ذلك منك؟
– مشاركتي الاولى فيه تعود للعام 2012، وهم من دعوني اليه. في الصالون جناح يقع تحت عنوان <اسبوار دو شوكولا> (أمل الشوكلاته)، للمبتدئين جدا في المجال، فيشجعونهم. قدموا لي حينها الـ<ستاند> مجانا على ان اعرض منتوجي فيه، وكانت المرة الاولى التي يشارك فيها شخص من لبنان، فيما كانت مشاركات لبلدان كثيرة من حول العالم. وقفت في الـ<ستاند> الصغير مع خلفية للأرزة اللبنانية تظللني. لا يمكن ان اصف لكم الاقبال الذي عرفته، اذ ان الفرنسيين يحبون لبنان جدا وهذا ما لمسته فعليا، وكم سعدت بسيدات فرنسيات مسنّات رحن يخبرنني انهن زرن او اقمن مع ازواجهن في لبنان في الستينات والسبعينات، فضلا طبعا عن اللبنانيين في فرنسا الذين دفعهم الحنين الى التهافت على المكان الذي وقفت فيه. كانت التجربة جميلة جدا وهذا ما دفعني في السنة اللاحقة الى العودة والمشاركة ولكن كعارضة لمنتجاتي هذه المرة ومقابل بدل مادي. في تلك المشاركة رحت اتساءل عما اقدمه من جديد للفرنسيين واللبنانيين في ما يذكرهم بلبنان، فكانت مجموعة <سافور دو ليبان> كناية عن مجموعة نكهات كلها لبنانية، من النعناع الأخضر الخاص بنا، الى المردكوش، وقمر الدين، ونكهة السمسم الزعتر التي تذكر بالمنقوشة، فعرفت اقبالا كبيرا، واذكر أيضا أنني قدمت الـ<تروف> بالعرق البلدي الذي يقدم للمرة الاولى من حول العالم وقد <جنوا> به.
ــ هل هذا ما جعلك تحملين جائزة من <الصالون الفرنسي للشوكولا>؟
– في العام 2014 منحت جائزة <ليسبوار دو شوكولا ايترانجيه> بما انني من خارج البلد. هذه الجائزة عرفت ضجة كبيرة ومن خلالها اشتهر اسمي على نطاق اوسع، وكانت لي مشاركة في برنامج الاعلامي مارسيل غانم حينها، ومن ثم كان صالون الشوكولا في بيروت حيث زاره الكثيرون والتقوا بي وهنأوني.
وتوضح مايا:
– لا تجري الأمور في <صالون الشوكولا في باريس> على شكل مسابقة. هناك نادٍ من أهم متذوقي الشوكولا من حول العالم وأشدهم صرامة في الاختيار، يمرون بخمسمئة عارض في <صالون الشوكولا الباريسي> وخارجه ايضا في مختلف انحاء العالم، فيدوّنون في دليلهم الخاص بعنوان <لو غيد دي كروكور دو شوكولا> أطيب ما تذوقوا… ولانهم تذوقوا من الشوكولا التي اعرضها في الصالون احبوها جدا، وكان اسمي في الكتاب بين افضل مئة مصنّع للشوكولا من حول العالم.
واقاطعها سائلة:
ــ ما أكثر النكهات التي لفتتهم؟
– استلذوا جدا بنكهة الشوكولا بالنعناع علما انه يوجد منه في فرنسا، الا انني استخدمت النعناع اللبناني كالذي ندخله في التبولة، واستغربوه جدا، كذلك فانهم تذوقوا باستمتاع طعم الشوكولا بـ<المسكة>.
ـ ماذا عن هذا العام وقد تم اختيارك بين افضل 25 صانعا للشوكولا من حول العالم؟
– توافق العام 2019 مع العيد الخامس والعشرين لصالون الشوكولا في باريس، وكانت مشاركتي من خلال ما سمي بـ”اسباس ال” نسبة للسيدات، اذ أرادوا فيه جمع النساء من حول العالم في هذا المجال وتكريمهن، خاصة ان عالم المطبخ والحلويات هو حكر بشكل أكبر على الرجال، ليس في لبنان وحسب وانما في العالم. وبمناسبة الـ<يوبيل> الـ25 قام نادي ذواقة الشوكولا < كلوب دي كروكور دو شوكولا>، وبعد ان كانوا قد اختاروا قبلا مئة شخصية لاسماء معروفة من حول العالم في صنع اطيب الشوكولا ورد اسمي بينهم، باختيار خمسة وعشرين فقط من بين المئة، وهنا ايضا ورد اسمي ما افرحني جدا لانني لم اكن اتوقع ذلك، ودعيت الى البوديوم وكرمت بالجائزة. فعلا كان امرا لافتا ومفاجئا لي.
ــ الجوائز او شهرة الاسم هل فتحت لك المجال للتسويق خارجا؟ في اوروبا او فرنسا او الخليج؟
– في العام 2019 تعاملت مع <لا غراند ايبسري دو باري> وهي من اهم متاجر الـ<ديليكاتيس> في العاصمة الفرنسية تقع في اربع طبقات وتضم اطيب النكهات، علما أن الاختيار فيها يتم وفقا لشروط قاسية جدا، وقد تعاملت معهم لخمسة اشهر كانت رائعة فعلا… وهناك الآن 3 محلات في فرنسا تبيع منتوجاتي، في باريس، ليون وبوردو، والحبل عالجرار.. وأنا سعيدة أيضا بأن متجرا في البرتغال يريد ان يبيع منتوجاتنا، فضلا عن فتح خطوط الى كندا والى الولايات المتحدة الاميركية مع اشخاص لبنانيين تعرفت بهم ويريدون تشجيع ونشر الانتاج اللبناني… أما بالنسبة الى دول الخليج فأعترف بأنه علي القيام بجهد أكبر في المجال.
ــ هل يمكن طلب منتوجاتكم عبر الاونلاين؟
– في لبنان يمكننا ذلك، لكن يصعب الأمر بعض الشيء بالنسبة للخارج مع ارتفاع كلفة الشحن لكننا سنعمل على الأمر أيضا.
ــ هل أثرت الاوضاع الصعبة وازمة الدولار على كمية الانتاج لديكم؟
– المواد الاولية، وبفضل الشركة التي نتعاون معها، لم تنقصنا يوما وآمل ان نبقى كذلك. واشير اننا لا نستخدم سوى المواد الاولية العالية الجودة المستوردة من الخارج في <محترفنا> وليس مصنعنا لاننا فعلا كمن يشتغل في حرفة يدوية اذ ننشد الكمال في ما نقدمه، فأنا لا استخدم سوى شوكولا <فالرونا> الفرنسي وهو من الاهم عالميا، كذلك فانني استخدم المواد اللبنانية العالية الجودة من الحليب السائل أو ما يمكن ان نفيد به عجلة الاقتصاد اللبناني.
ــ ماذا عن الشوكولا بنكهة الارز، كيف توصلت له وهل كان الاتصال مع القصر الجمهوري صعبا بشأنه؟
– انتجناه منذ سنتين خصيصا وحصريا للقصر الجمهوري، وهو يقدم الى ضيوف وزوار القصر، وكأن طعم لبنان الطيب وصورته الحلوة التي أضعها فوق كل اعتبار متمثلة بهذا الشوكولا الفاخر. اما التواصل فلم يكن صعبا على الاطلاق خاصة ان الفريق المسؤول عن ذلك فريق شاب وينشد الجديد والمميز.
وتضيف مايا:
– اود ان أشير هنا الى انني اتعاون مع صاحب محلات <ناتور> الدكتور مارك بيروتي للعمل على الـ<ايسانس> اي الجوهر الذي يمكن ان نستخرجه للطعم، والامر صعب جدا اكان بالنسبة لشجر الارز او اللزاب او الصعتر لانني حريصة على استخدام كل ما يرفع من قيمة منتجاتي.
ــ وهذا ما يرفع السعر جدا بالمقابل؟
– بكل فخر وتواضع اقول ان منتجاتنا هي < فئة أولى>، وانا اناضل كي تبقى كذلك على الرغم من العروض التي تردني للانتاج في الخارج الا انني وحتى اللحظة اناضل ليبقى منتجي <صنع في لبنان>.
ــ العاملون في المجال لا يحصون. برأيك اين يكمن تميزك؟
– بالشغف الذي املكه وببحثي الدائم عن الجديد. فأينما أسافر آتي معي بتوابل ونكهات جديدة. هل سبق وسمعتم بالـ<غالنكا> مثلا؟ هي من عائلة الزنجبيل وتعرفت اليها في زيارة لي الى مطعم في تايلاند وفي صحن من الأرزّ، فسألت الشيف عنها وادخلني الى المطبخ وجعلني أتذوقها واتيت بها.
ــ هل لديكم الشوكولا الـ<دايت> للمنتبهين على وزنهم؟
– نعم هي موجودة وخاصة للاشخاص الذين يعانون من بعض الامراض كالسكري وغيرها، وهؤلاء من حقهم ان يتلذذوا أيضا بطعم الشوكولا الطيب.
ــ هل تتناولين الشوكولا يوميا؟
– لا للصراحة.
ــ ما هي نكهتك المفضلة؟
– الـ<بلان كوانترو> انا <اخترعتها>، وهي حبة شوكولا بيضاء من الخارج، وفي داخلها الشوكولا الاسود مع حبة الكرز المغطسة بالكوانترو… تبقى المفضلة لدي.
ــ من يقرر معك <دوزنة الطعم> والسير به، ومن هو المتذوق الاول لتجاربك <الشوكولاتية>؟
– لا استقر على الـ<دوزاج> الا بعد محاولات وتجارب عدة. بالنسبة لاول المتذوقين فهو زوجي وعائلتي والاصحاب طبعا.
وهنا تغص مايا وتختنق الكلمة في حلقها.. قبل ان تكمل:
– لقد كان المتذوق الاول لمنتجاتي والآخذ الاول بيدي على مختلف الصعد المعنوية والمادية والدي المحامي أمين المعلوف الذي توفي هذا الشهر (على اسم الكاتب اللبناني العالمي أمين المعلوف الأمر الذي أثار ضجة كبرى عند اعلان الاسم)… اسمحوا لي بهذه التحية عبر مجلتكم لروحه، فأنا افتقد واشتاق له جدا وكل ما سأقوم به من الآن وصاعدا سيكون تكريما لذكراه.

نانسي هيكل
مايا معلوف كنعان: السنوات القادمة أهم بكثير من تلك التي انقضت!
لا تقل أبدا: “فات الوقت”، أو “لم أعد أستطيع تحقيق أحلامي وتنفيذ طموحاتي”. فالنجاح لا يحتاج للتردد، بل الى المخاطرة والإقدام.
ورغم أن البعض يصل الى عمر معين، ويعتبره بداية لانحسار مرحلة التعلّم والإنجاز، هناك في المقابل، من يعرف كيف ينطلق مجددا من الصفر، وكيف يبدأ حياته من جديد، ويتطور ويحقق النجاحات، متسلحا بالشغف والإصرار والمهارة!
والشيف مايا معلوف كنعان، هي خير مثال على ذلك، حيث أثبتت أن تحقيق النجاح لا يرتبط بسن معين، والإنسان قادر على الوصول الى أحلامه كافة، في أي وقت كان، وفي أي مرحلة عمرية… سواء بعمر المراهقة، أو الشباب، أو النضج، أو حتى خلال مرحلة منتصف العمر، والشيخوخة. فكل ما يحتاجه هو اتخاذ المواقف والقرارات الصحيحة.
كان لـ”الاقتصاد” لقاء خاص مع مؤسسة متجر “م دي نوار” للشوكولا، مايا معلوف كنعان، عقب فوزها للمرة الثانية، بجائزة خلال معرض “صالون الشوكولا” في باريس، بعد أن كانت عام 2014، أول صانع للشوكولا من الشرق الأوسط، يحصد جائزة “ليسبوار دو شوكولا ايترانجيه”، “من ” كلوب دي كروكور.
كيف قررت تأسيس “M De Noir”؟
أنا قادمة من خلفية أكاديمية مختلفة بالكامل، اذ حصلت على ماجستير في التسويق، من جامعة “جولدن غايت”، في الولايات المتحدة، كما حاضرت في “الجامعة اللبنانية الأميركية” لمدة 12 عاما.
لكنني أحب المطبخ والحلويات، منذ الطفولة، ولسوء الحظ، لم أتمكن من العمل في هذا المجال، منذ بداية مسيرتي. وذات يوم، فكرت أنه لم يفت الأوان، لكي أقوم بما أحبه، ومن هنا، تركت كل شيء، وتوجهت الى فرنسا حي خضعت لتدريبات عدة. وعام 2010، أسست متجر “م دي نوار”، الموجود اليوم في منطقة قرنة شهوان.
معنويا، ماذا يعني لك اختيارك مؤخرا، بين أفضل 25 صانع للشوكولا في العالم، خلال معرض “” في باريس، خاصة أنها الجائزة الثانية التي تفوزين بها خلال هذا الحدث العالمي؟
عام 2014، حصلت على جائزة “اسبوار دو شوكولا”، من “الصالون الفرنسي للشوكولا”، الأمر الذي شكّل سابقة في الشرق الأوسط، حيث لم يسبق لأحد أن فاز بهذه الجائزة في المنطقة؛ وخاصة النساء!
فالشوكولا هو بالعادة عالم الرجل، لأن أشهر الصناع هم من الرجال، وانطلاقا من هذا الواقع، كان فوزي بمثابة صدمة جميلة وإيجابية بالنسبة لي، خاصة أنني كنت قد افتتحت متجري منذ فترة قصيرة.
أما هذه المرة، فقد تفاجأت أيضا عندما علمت بفوزي، لأنني لم أكن أتوقع ذلك على الإطلاق؛ فأنا لا أثابر في عملي، من أجل نيل التقدير والاهتمام، بالدرجة الأولى، كما لا أضع هذه الأهداف ضمن خططي، بل أعمل دائما بشغف وحب، وأقدم كامل طاقاتي، وأعطي من قلبي!
وبالاضافة الى ذلك، أستخدم أفضل المكونات، ولا أعمد أبدا الى التخفيض من نوعية منتجاتي.
وبالتالي، أشكر الله في كل لحظة، لأن ما أقدمه ينال إعجاب الجمهور؛ وهنا تكمن النقطة الأهم بالنسبة لي. فمن خلال “م دي نوار”، أصبحت قادرة على نقل صورة جميلة عن بلدي لبنان، حيث لا أمثل نفسي في الأحداث العالمية، بل أقدم مثالا عن وطني. ومن هنا، أنا فخورة جدا، لأنني رفعت اسم لبنان في الخارج.
ما هي المميزات التي تتيح لـ”M De Noir” المنافسة محليا وعالميا؟
أولا، المواد والمكونات المستخدمة، هي ذات جودة عالية جدا؛ وهذه النقطة أساسية للغاية، من أجل التقدم والتوسع في العمل.
ثانيا، الإبداع؛ فأنا أحب دائما ابتكار الأفكار الجديدة، ولا أتوقف أبدا عند النكهات المعتادة لدى الناس، ولهذا السبب، اخترعت نكهات لم يكن أحد يتوقع تذوقها في الشوكولا، مثل المنقوشة، الفستق الحلبي مع الملح، الأرز – وهو الشوكولا الوحيد في العالم بنكهة الأرز، ونحن نحضره حصريا للقصر الجمهوري، ولا نبيعه في المتجر.
فأنا أستوحي دائما من طريقة تناولنا للطعام في لبنان، لأنني أسعى من خلال منتجاتي، الى نشر الثقافة والتراث اللبناني، لكي يتعرف الأجانب الى وطننا، عبر نكهات الشوكولا المختلفة.
على الصعيد الشخصي، ما هي الصفات التي تتيح لك التقدم في مسيرتك؟
أولا، خلفيتي الأكاديمية والمهنية في مجال التسويق والإعلان، ساعدتني على التقدم في مسيرتي.
ثانيا، شغفي في صناعة الشوكولا؛ فأنا لم أبدأ هذه المسيرة عن عمر صغير، ولم يكن الهدف منها، تحقيق الربح المادي، لأن كل ما أقوم به، مرتبط بالشغف، بالدرجة الأولى.
ولهذا السبب، لطالما نصحت أولادي، وطلابي أيضا، بالحفاظ على عامل الشغف، في كل ما يقومون به، من أصغر الأمور حتى أكبرها، لأن النجاح غير قابل للتحقيق بدونه!
ثالثا، الإبداع في الأفكار، والالتزام بتقديم أفضل المنتجات، بأحسن نوعية ممكنة.
كيف تنجحين في التنسيق بين العمل والحياة الخاصة؟
أحاول قدر الإمكان، تحقيق التوازن في حياتي، رغم انشغالاتي الكثيرة. فالمرأة اللبنانية ذكية، وقادرة تماما على التنسيق بين حياتها وعملها، رغم أنها تقوم بذلك، على حساب راحتها وصحتها.
ومن هنا، أشعر أحيانا، أن بعض الرجال غير قادرين على القيام بمهمات المرأة المتنوعة، بل يركزون على أمر واحد فحسب.
ولا بد من الاشارة، الى أنني موجودة طوال الوقت مع أولادي، وأحاول دائما عدم التقصير تجاههم، وفي الوقت ذاته، أسعى لتثبيت وترسيخ متجر “م دي نوار”، لكي يتمتع بحياة طويلة الأجل؛ فأنا أم لابنتين، وأتمنى أن تستلما هذا المشروع من بعدي، لكنني لا أجبر أحدا على أي شيء… ولا أحد يعلم ما يخبئه له المستقبل، اذ انطلاقا من تجربتي الخاصة، فقد تخصصت وعملت لمدة طويلة في مجال معين، قبل أن أقرر ملاحقة شغفي، في وقت لاحق.
ما هي مشاريعك؟
نعمل في الوقت الحاضر، على التوسع نحو الولايات المتحدة وكندا، ونتمنى تحقيق هذه الخطوة في أقرب وقت ممكن.
هل تأثرت حركة المبيعات الى حد كبير، بسبب الأحداث الأخيرة الحاصلة على الساحة المحلية؟
لقد تأثرنا بشكل هائل، والأحداث الأخيرة شكلت ضربة موجعة جدا بالنسبة لنا، ومن هنا، لا أعلم ما اذا كان بإمكاني مواصلة عملي في السنة المقبلة. فعيد الميلاد هو بالعادة الموسم المنتظر، الذي من شأنه أن يغطي حوالي أربعة أشهر من نفقاتنا في السنة الجديدة، لكن التراجع وصل للأسف الى حدود الـ98{ac98ede1eba1845125a48f21ffb964c3c247dda8965b47e0c9e31fe2aeeaee98}؛ فنحن نتكل بالدرجة الأولى، على هدايا الشركات، التي نلاحظ أنها غائبة بالكامل هذا العام.
وانطلاقا من هذا الواقع، يبقى مصير الشركات الصغيرة، مثل “م دي نوار”، مجهول. ولكنني لن أهاجر أبدا بسبب العمل، فأولويتي هي لعائلتي، واذا وجدت نفسي غير قادرة على تأمين حياة كريمة لها في لبنان، فسوف أغادر، وسأطلق مشروعي الخاص في أي بلد أتوجه اليه، ومن المؤكد أنه سيلاقي النجاح المرجو، لأن الجمهور العربي والأجنبي يحب منتجاتي كثيرا.
ولا بد من القول، أنه منذ انطلاقة “م دي نوار”، عانيت من صعوبات عدة، وذلك لأن مشروعي ليس صناعيا، وذات رأسمال ضخم، كما لم أتلق المساعدة من أي جهة، وحتى أن الدولة اللبنانية لم تمد لي يوما يد العون؛ مع العلم أنني أول من يحصل على هذه الجائزة من “الصالون الفرنسي للشوكولا”، في الشرق الأوسط.
نصيحة أخيرة الى المرأة.
أنصح الجميع، من رجال ونساء، شبان وشابات، أن لا يفقدوا الأمل، لأن الأوان لا يفوت أبدا!
حتى لو تخطى الانسان عمر الستين، فليستمر بالسعي الى تحقيق أحلامه، أهدافه، وطموحاته… وليحافظ على الشغف في حياته، وخاصة في مسيرته العملية، وذلك لكي يستيقظ كل صباح، بنشاط وفرح وارتياح.
ولكن هناك، للأسف، اعتقاد سائد، في المجتمع اللبناني، بأنه لا يجوز على الانسان تغيير اختصاصه بعد فترة، بسبب الأحكام المسبقة، التي تعتبر هذه الخطوة بمثابة فشل… فاذا أراد الشخص التخصص في الهندسة، على سبيل المثال، وبعد سنتين، لم يجد نفسه في هذا المجال، سيكمل به، خوفا من ردة فعل مجتمعه ومحيطه، في حين أن الواقع مختلف تماما عن ذلك.
فحتى لو انخرط الانسان في أي مجال كان، لعشر سنوات أو أكثر، واكتشف بعدها شغفه في مجال آخر، عليه أن يترك كل شيء، ويتوجه نحو شغفه؛ فالسنوات القادمة أهم بكثير من تلك التي انقضت!
لا يفوت الأوان أبدا، على القيام بما نحب… فالشغف هو العامل الذي يحدث الفرق في مسيرة أي إنسان ناجح.